منصة أبناء عدن:
- بينما ينشغل العالم اليوم بمناقشة قضايا حقوق الإنسان وظروف السجون وفظائعها، نتفاجأ بأن محافظ عدن يبشّر المواطنين بافتتاح سجون جديدة في مديرية المنصورة، وكأن هذه المدينة المنكوبة لم يكفها ما عانته من تدمير وحرمان، لتصبح وجهة جديدة لمشاريع القهر والاعتقال بدلاً من التنمية والبناء.
- بشرى المحافظ هذه تأتي بعد أسبوع من افتتاح مقبرة جماعية للأموات في مشهد يثير الأسى والسخرية معاً، فهذه السلطات التي تدير الأمور اليوم ما هي إلا أدوات في يد الإمارات، مشغولة بمشاريع الموت والاعتقال أكثر من انشغالها بمشاريع الحياة والتنمية، وتعمل وفق أجندات بعيدة كل البعد عن مصالح الناس واحتياجاتهم، لأن مشاريع كهذه لا تعبّر إلا عن واقع مرير مفروض على المدينة، تسيطر عليها الأطراف المدعومة خارجياً على القرار السياسي والاقتصادي، وتحول كل فرصة للنهوض والبناء إلى القمع والهدم.
- يا محافظ عدن الموقر.. إن المواطن في عدن اليوم لا ينتظر افتتاح أبواب الزنازين أو مشاهدة الجرافات تحفر مقابر، بل ينتظر مشاريع تعيد الحياة إلى مدينته التي تعاني من تردي الخدمات، وانهيار البنية التحتية، وتفشي الفقر والبطالة، المواطن في عدن ينتظر جامعة تخرّج جيلاً متعلماً، ومستشفى ينقذ المرضى من الموت في طوابير الانتظار، ومحطة كهربائية تبدد ظلام سنوات طويلة عاشتها عدن بلا نور، فإلى متى ستظل عدن رهينة لمشاريع الموت والخراب؟ ومتى سيشهد أبناؤها مشاريع تعيد إليهم الأمل بالحياة الكريمة؟