منصة أبناء عدن:
– بعد أن أطلق صرخة استغاثة مدوية على مرأى ومسمع الجميع، مطالباً بحقوقه وحقوق زملائه من المعلمين الذين تاهوا بين الفقر والجوع والإهمال، يتلقى المعلم أفاق عبد القادر الضرب من قبل مدير مراسلي قناة عدن المستقلة وفي العريمي، في سابقة تعكس حجم الانهيار الأخلاقي والمؤسسي الذي تشهده عدن تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي.
– ورغم فداحة الواقعة، لم يجد القائمون على القناة سوى تقديم اعتذار باهت وسخيف، والأسوأ من ذلك أن القناة بدلاً من المبادرة لزيارة المعلم في منزله احتراماً لكرامته وتهدئة لنفسه بعد الاعتداء المشين، استدعته إلى مقر القناة لتقديم اعتذار يبدو وكأنه محاولة بائسة لتلميع صورتها أكثر من كونه اعترافاً حقيقياً بالخطأ.
– وما يزيد الطين بلة هو تجاهل القناة نفسها وكامل المنظومة المسيطرة على عدن؛ لمعاناة مئات المعلمين الذين صرخوا ولا يزالون يبحثون عن رواتبهم، هؤلاء الذين يكابدون شهوراً طويلة من الجوع والحرمان، في ظل صمت قاتل واستهتار صارخ بحياتهم وحياة أطفالهم.
– المرحلة التي تمر بها عدن اليوم هي الأسوأ في تاريخها الحديث، بسبب سيطرة عصابات المجلس الانتقالي وجثومها التي أثقلت كاهل المواطن، واستنزفت طاقته، وما يجري في عدن حالياً مشروع ممنهج لقتل الأمل في نفوس الناس، وقمع كرامتهم، والتضييق عليهم بكل الوسائل.
– إلى المجلس الانتقالي وقنواته، وإلى كل من يتحمل مسؤولية ما يحدث في عدن.. عدن ليست ساحة للتجارب الفاشلة أو مسرحاً لاستعراض القوة، هذه مدينة لها تاريخها وكرامتها، وشعبها يستحق حياة كريمة، كفّوا عن تجاهل أصوات الجوعى والمقهورين، وكفّوا عن العبث بمصائر الناس.
