منصة أبناء عدن:
– بعد ثمانية أشهر متواصلة منذ الغياب، يحطَّ عيدروس الزُّبيدي رحاله أخيرًا في عدن، وتنتظره ملفات كبيرة، وقضايا عالقة، وأزمات متفاقمة.
– الزُّبيدي الذي نصبته سلطة الأمر الواقع رئيسًا “فرضيًا” على عدن. كيف لا وبيده جميع التشكيلات المسلحة القابضة على المدينة، وهو الرأس الأكبر للانتقالي الذي توغل إلى جميع مفاصل الدولة، ناهيك عن هيئاته الخاصة الموازية للدولة.
– غياب الزُّبيدي عن عدن هو الأطول منذ أن تم تأسيس الانتقالي قبل ثمان سنوات، وقد طرح هذا الغياب الطويل العديد من التساؤلات، خاصةً أنَّه تزامن مع ارتكاب جريمة اختطاف وإخفاء مصير المقدم #علي_عشال والتي يتورط فيها بشكل مباشر المجلس الانتقالي وأذرعه المخابراتية والعسكرية.
– ملف قضية عشال هو أحد أبرز الملفات التي توضع على طاولة الزُّبيدي، هذه القضية التي هزَّت كيان الانتقالي حتى أسقطت جهاز مكافحة الإرهاب، الجهاز الذي كان يُعوِّل عليه الانتقالي في تصفية الخصوم، وتنفيذ التصفيات السياسية أو حل الكثير من القضايا الشخصية.
– أبرزت قضية عشال وجهًا مجردًا للإمارات في التستر على المطاردين، وكشفت مدى الترابط بين أجهزتها في عدن في حماية المجرمين.
– ففي الوقت الذي يستمر فيه #يسران_المقطري مطاردًا خارج عدن، كانت تجمعه بالزُّبيدي وبقية رؤوس الانتقالي لقاءات غير معلنة في الإمارات.
– ما لن يتم قبوله، أن يصرِّح الزُّبيدي بتبني قضية عشال، والتعهد بملاحقة المتورطين، فيما من خلف الكواليس كانت اللقاءات والزيارات تتم بكل ود مع المقطري وبقية المجرمين.
– قضية عشال ليست سوى ملف وسط كومة ملفات، فعدن اليوم باتت مختنقة تحت وطأة تردي الخدمات، لا كهرباء ولا مياه، لا صحة ولا تعليم ولا رواتب، ولا شيء يكفل كرامة الناس، بينما النهب والفساد يزداد اتساعًا تحت عباءة الانتقالي.
– الناس تموت من الجوع، والأسواق تشهد تضخمًا كارثيًا مع اقتراب شهر رمضان، والحياة اليومية تحوّلت إلى صراع من أجل البقاء، في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق تتحمل مسؤوليته السلطة الفاقدة للشرعية، ويتسبب به الانتقالي الذي فشل وأفشل.
– عدن اليوم مدينة منكوبة، تئن تحت من الانتهاكات الأمنية، تحوّلت شوارعها إلى ساحات لتصفية الحسابات، والمواطن العادي بين مطرقة الواقع القاتل، وسندان الأجهزة المسلحة المأجورة.
– الخطف، والقتل خارج القانون، والسجون السرية، كلها أدوات بيد الانتقالي لترهيب أبناء الجنوب وإخضاعهم لحكم المليشيات.
– وفي ظل كل هذا، يعود الزُّبيدي، لا ليقدّم حلولًا، بل ليُعمّق الأزمة، ويواصل سياسة الهروب إلى الأمام، فهل يملك الشجاعة ليواجه هذه الملفات؟ أم أنه سيكتفي بمسرحيات ووعود خاوية اعتاد الناس على سماعها دون أن يروا منها شيئًا على أرض الواقع؟
– لم يعُد الزُّبيدي إلى عدن معتذرًا، بل عاد حاملًا كوارث جديدة ستبديها الأيام القريبة.