منصة أبناء عدن:
- ها هي ذكرى 30 نوفمبر تعود من جديد، وكل عام يمر ونحن نسمع كلمات “الاستقلال” و”الحرية” تتردد في الهواء، ولكن أين هي تلك الحرية؟ أين هي كرامة المواطن في عدن؟ وكيف نحتفل بيوم الجلاء في الوقت الذي يسقط فيه الجنوب في قبضة المجلس الانتقالي الإماراتي، الذي لم يأت إلا ليزيد من معاناة الناس، فبدلاً من أن يهنأ المواطن بما حصل عليه من استقلال، نجد أن معاناته تزداد كل يوم، يذبح في صمت بسبب الفساد، والظلم يعصف بكل أمل له في الحياة.
- في تلك الشوارع التي شهدت يوماً احتفالات بالنصر، تجبر اليوم النساء العفيفات على اللجوء إليها للتسول، يبحثن عن لقمة عيش تعينهن على البقاء، يرفعن أكفهن في الشوارع طلبًا للرحمة والصدقة، وإذا كانت أجسادهن تعاني الذل، وقلوبهن تتألم من غدر الزمان، كيف لنا أن نحتفل بهذه الذكرى ونحن نرى كريمات الوطن يسلكن دروب المهانة في سبيل البقاء؟
- وفي كل زاوية من عدن، نجد الأطفال يبحثون عن طعامهم في أكوام القمامة، لا أمل لهم إلا ما يمكن أن يجود به زجاجة بلاستيكية أو قطعة من الخبز المهدم، يبحثون عن فتات الحياة بين بقايا القمامة، فبالله عليكم كيف يمكن أن يكون هناك استقلال ونحن نرى مستقبل وطن بأسره يلقى في سلة النسيان؟ وهل هكذا يكون مصير جيل كامل، أن يعيش في ظل احتلال جديد من نوع آخر: احتلال الجوع، والفقر، والظلم؟
- كيف لنا أن نحتفل ونحن نرى الوطن يتفتت بين أنياب الظلم والفقر؟ كيف يمكن أن نحتفل بيوم الاستقلال ونحن عاجزون عن توفير لقمة العيش للمواطنين الذين يعانون الأمرّين؟ هل يمكن أن نقول إننا أحرار ونحن نعيش تحت وطأة فساد مليشيات المجلس الانتقالي؟ وهل سيبقى 30 نوفمبر يومًا حافلًا بالكرامة، أم سيظل ذكرى تعيد لنا الألم ونحن نرى شعباً جائعاً، ونساءً متسولات، وأطفالاً مفقرين يبحثون عن طعامهم في أكوام القمامة؟
- إن 30 نوفمبر الذي كان يوماً للحرية والاستقلال، أصبح مجرد ذكرى غائمة لا معنى لها، حينما اغتالوا آمالنا وسلبوا أحلامنا وأمانينا، ذلك اليوم الذي ناضل فيه آباؤنا من أجل الاستقلال وتحرير الأرض من الاحتلال، أصبح اليوم حلماً بعيداً تحت وطأة الهموم اليومية التي لا تنتهي.
#جنوب_اليمن_يرفض_الاحتلال