منصة أبناء عدن:
على شريط ساحل البريقة وفقم امتداداً إلى القصر المدور بالتواهي، تنتشر قوارب القراصنة التابعة للمدعو أوسان العنشلي تحت مسمى قوات العاصفة، يراقبون انطلاق الصيادين على قواربهم في الصباح الباكر، ينتظرون لهم إلى حين عودتهم، ثم ينقضون عليهم انقضاض الضبع على فريسته، ويسرقون كل ما جمعه الصيادون خلال رحلتهم الشاقة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل بعد سرقة الأسماك ونهب معدات الصيد، يقومون بأوامر من القرصان الأكبر أوسان العنشلي بسجن صاحب القارب واحتجاز قاربه، ومصادرة كل ما يملك.
هذه المشكلة الخطيرة التي تواجه الصيادين وتؤثر على سلامتهم وقدرتهم على ممارسة عملهم بشكل آمن، خصوصاً ومليشيات العنشلي تستخدم أعمال عنف قاسية ضدهم، يصور لنا مدى ضعف الرقابة الحكومية، وعدم القدرة على فرض القانون وحماية حقوق العمال الذين التهمتهم المليشيات براً وبحراً، والكل يشاهد مخرساً لسانه.
لم يتلق الصيادون في السابق عنفاً ومضايقة طيلة علاقتهم بالبحر، ولولا الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان عدن حيث لا يوجد لديهم أي مصدر دخل بديل، لما خاضوا لجاج البحر وأهواله بحثاً عن لقمة عيش كريمة، لكن انتهاكات الانتقالي الظالمة طالت على المواطنين حتى البحر، وعرقلة عيش مئات الأسر كانت تقتات على الشيء اليسير من خير الله في البحر.