منصة أبناء عدن:
لا تزال دولة المليشيات في عدن تعمل بكل قوتها ضد المساكين والضعفاء فقط، بينما ناهبي المخططات والأراضي وآكلي أموال الشعب ظلماً وغروراً، فليس بمقدور المليشيات حتى التخاطب معهم لا محاسبتهم، لأنهم من طينة فاسدة، يجمعهم هدف واحد مشترك، وهو التهام المواطن وبلع كل ما يملك، وما حادثة هدم الصناديق الواقعة على الشارع الرئيسي في منطقة الشيخ الدويل إلا نموذجاً على ممارسات الانتقالي الهمجية، وغطرسته الظالمة تجاه من لا حول له ولا قوة.
منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، كانت هذه الصناديق عبارة عن سوق لبيع الأغنام وشراءها ورعايتها، ومع بدايات عام 2001م أبدت البلدية عن سوق المواشي، وطلبت من مالكيها أن يستثمرون فيها، فقاموا بتأجيرها لأشخاص آخرين لجمع الخرد وتدويرها، وعلى هكذا استمر الحال إلى ما يقارب العام أو الأقل، حين نزل المدعو وسام معاوية لمعاينة الموقع، ومباشرة أعطى أوامره بهدم الصناديق تحت مسمى العشوائية دون الالتفات لأي جوانب إنسانية، أو البحث عن حلول أخرى.
كان خطاب معاوية ظالماً أنه في حال المعارضة من قبل مالكي الصناديق، فالسجن هو الحل الوحيد لذلك، وبعد تدخل النساء بتقديم كافة الوثائق الرسمية، تم تحديد إعادة بناء الصناديق من البلُك بدل مما هي عليه من الخشب، لكن ميزانية أصحابها لا تسمح، فقد تم تأجيل الموضوع إلى حين يفتح الله عليهم.
لكنهم تفاجئوا حين أقدمت قوة عسكرية بكل تهجم لتطلق النار، وتكتسح المكان بالجرافات هدماً، ومعهم الأوامر الجديدة بأن يتم هدم الصناديق، أو استبدالها بالألمنيوم الذي وصل سعره إلى 120 مليون ريال يمني، وهو أوامر تعجيزية همها قطع رزق الناس، والزج بملاك الصناديق إلى السجن.
وهكذا اهتزت سكينة أسر المالكين، وانتكست حياتهم بعد خطف اثنين منهم، مع فقدان مصدر دخلهم الوحيد من قيمة الإيجار البسيط حيث لا مصادر أخرى لهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم لم يراع حال أسر فقيرة، ولم يبحث عن حلول كريمة لإسعادهم بعد هدم مصدر دخلهم الوحيد.