منصة أبناء عدن:
على مدى سبع سنوات، وهي عمر عبث مليشيات الانتقالي بالعاصمة عدن، تحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية مناطقية في ظل سياسة القمع والإرهاب والعنف، وتعرضت ممتلكات الناس للنهب والسطو من قبل القيادات الأمنية والعسكرية الانتقالية، ما أدى إلى ضياع الحقوق وانتهاكها، ونشر الخوف بين المواطنين، خاصة لما عرفت به عدن وأهلها من سمات المدنية، ونبذ العنف، والابتعاد عن السلاح وأعمال البلطجة، والاستقواء على الآخرين بقوة السلاح كما يفعل مناطقيو اليوم في عدن.
مع إحكام المجلس زمام السيطرة على عدن وما جاورها، بات عاجزاً أمام مطالبات الشعب بتوفير الخدمات، باعتباره المسؤول الأول عن عدن، ليعيش المواطنون في عصره أسوأ مراحل حياتهم، تغيرت ملامح أشكالهم، وتبدلت ابتسامتهم بالكآبة، وطغى الشحوب على وجوههم، فلم يعد هناك متسعاً من الوقت للمرح والضحك، في مرحلة لم يذقها أحد من سابق، مرحلة شاقة ومضنية، انتكست فيها حياتهم رأساً على عقب.
إن كل هذه التراكمات المؤلمة على المواطن البسيط، ستصنع منه بلا شك متطرفاً وحشياً، قد يتنازل عن كل شيء مقابل شربة ماء، ويسلك المسالك الخطيرة من أجل إشباع بطون أسرته، وهذا لعمري ما رمت إليه الإمارات منذ البداية، وكم كتبنا وناشدنا وحذرنا من هذا التدخل الخارجي الخبيث، لكن الآذان كانت صماء، والألسن كانت تكذّب ما نقول، مع يقيننا أن القلوب والعقول لديها شيئاً آخراً لتقوله.. والله المستعان.