منصة أبناء عدن:
خلال فترة الفراغ السياسي والعسكري التي مرّت بها العاصمة المؤقتة عدن سنة 2017م، أسست #الإمارات مجلسها الانتقالي في عدن.
ظهور الانتقالي كان متزامناً مع حماس شعبي لفكرة الدولة الجنوبية المستقلة، وهو ما استغله الانتقالي للصعود، وليصبح المكون الأبرز في جنوب اليمن، ويزيح مكونات جنوبية أخرى كالحراك الثوري الجنوبي.
ارتفعت أسهم الانتقالي مع تنامي الدور الإماراتي في الساحل اليمني، وتركيزها على المحافظات الجنوبية، ومحاولاتها المتكررة الاستفراد بالسيطرة على عدن من حليفها السعودي.
بين أغسطس 2019 – إبريل 2020، بلغ الانتقالي رأس الهرم، واقترب كثيراً من تحقيق هدفه الوهمي بعد إعلان الإدارة الذاتية، والاستقلال الاسمي عن الدولة الشرعية في البلاد.
منذ الطرد الفعلي للدولة من عدن عقب تمرد صيف 2019، وجد الانتقالي مساحة واسعة بعيداً عن المنافسين في السلطة بعد أن تم طردهم وقام بتصفيتهم.
اخترقت الإمارات الشرعية عبر مواليها، وانضم الانتقالي إلى الحكومة، وأصبح الزُبيدي الشخصية الثانية في السلطة المعترف بها دولياً.
وصول الانتقالي إلى وضعه الحالي كان له ثمن من خلال الانضواء الكامل للرؤية الإماراتية، والتحشيد نحو جميع المحافظات الجنوبية والشرقية، وصناعة ذرائع مختلفة للوجود العسكري كمكافحة الإرهاب، وهو الملف الذي تتمسك به الإمارات للدعم الدولي، ووجود تحالف أطول عمراً في اليمن.
قيادات الصف الأول للانتقالي تم اختيارها من قِبل ضباط الإمارات أثناء نزولهم إلى عدن سنة 2015، وأصبحت تلك القيادات مرتبطة مباشرة بجهاز المخابرات الإماراتي، وعبرهم يتم تمرير كافة التعليمات التي تخص بالداخل اليمني، أو التي تخص بالموقف الموحد من مختلف القضايا الخاصة بالمنطقة.
خمس سنوات من السيطرة المطلقة للانتقالي على محافظة عدن كانت نتيجتها عسكرية وحسب، إذ يقبض على عدن من خلال تشكيلاته العسكرية المختلفة، فيما يبقى القرار السياسي خارج اليد باعتبار عدن لا تزال مركز الدولة اليمنية الواحدة، كما يتنصل الانتقالي عن جميع المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية رغم كونه مشاركاً في المجلس الرئاسي -الممثل المُعترف به دولياً- والحكومة.
يُعد الانتقالي نموذجاً خاصاً في جنوب اليمن، وتتعارض مواقفه مع التوجه الشعبي العام، ومع الموقف الرسمي للدولة اليمنية كذلك في الانجراف التام خلف الرؤية الإماراتية ومغازلة المشروع الصهيوني.
مؤشرات حول تراجع أسهم الانتقالي مقابل صعود أسهم طارق صالح، وقد يعني ذلك تقديم الانتقالي لتنازلات أكبر خلال الفترة المقبلة، واقترابه أكثر نحو علاقة مباشرة مع إسرائيل وتقديم المناطق التي يفرض عليها وجوداً عسكرياً كمراكز جيوسياسية تستخدمها إسرائيل في معركتها الأوسع نطاقاً في المنطقة.