منصة أبناء عدن:
خلية الموت
تتآخذ قضية اختطاف علي عشال بالتصاعد كلما مضى الوقت، ومع تصاعدها تتكشف الحقائق وتتضح الصورة أكثر، لتمثُل أمامنا الشخصيات الأكثر ضلوعًا.
لا خلاف بأنَّ الانتقالي هو المجرم في اختطاف عشال الذي لا يُعلم مصيره حتى اللحظة، ولا خلاف بأنَّ قيادة الانتقالي تلعب دور الغطاء الذي يحمي المتهمين الرئيسيين، وقامت بتهريبهم خارج البلاد عبر مطار عدن، لتستكمل الإمارات الحماية على أراضيها، وتمنع أي تقدم في القضية.
الشخصيات الماثلة قامت بالجريمة، توجيهًا وتخطيطًا وتنفيذًا، وتعطيلًا للعدالة، واستمرارًا بارتكاب جرائم أخرى.
قضية عشال أعلنت أنَّ الانتقالي ليس واحدًا، بل أجنحة وتيارات تتفاوت في عدائها، وأكثر تلك الأجنحة عداءً هو الجناح الأكثر حضورًا وحظوظًا في الدعم الخارجي، وهو الجناح الأكثر ولاءً للزُّبيدي.
-يقود هذا الجناح شخصيات تنتمي إلى محافظة “الضالع”، وتسيطر على أهم المراكز في المجلس الانتقالي، وتقود أكثر التشكيلات العسكرية جاهزية، ويقع على رأس تلك القائمة المدعو “أحمد حسن المرهبي” رئيس الدائرة الأمنية في المجلس الانتقالي.
جميع عمليات الاختطاف التي تنفذها تشكيلات الانتقالي لا تتم إلا بموافقة ومتابعة كاملة من المرهبي، وقد ثبت أنَّ للمرهبي علمًا كاملًا بجريمة اختطاف عشال، وبعد أن فاحت رائحة الجريمة تعنت ولم يبدِ أي تعاون مع الجهات التي سعت لتحقيق شيءٍ فيها، ولعب دور المعرقل والمعطل، وهو من قام بتهريب منفذي الجريمة.
-يسران المقطري، قائد الخلية المنفذة، والقائد السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في عدن، يتلقى الأوامر مباشرة من المرهبي، وهو من قام بتشكيل الخلية المرتكبة لجريمة اختطاف عشال، وهو من تستر على الحقيقة، وأخفى بعض أعضاء الخلية الذين انكشف أمرهم، ثم هرب رفقة نائبه سامر الجندب.
-سامر الجندب هو من قاد “الباص” الذي وقعت عليه الجريمة، وهو اليد الدامية للمقطري، ويلعب دور عشماوي في تصفية كل من يأمر به المقطري بتوجيهات الشخصيات الأعلى.
-سميح النورجي، كان الاسم الأكثر تداولًا وارتباطًا بجريمة اختطاف عشال، وهو من قاد الخلية الميدانية التي استدرجت علي عشال، وأشرف على تنفيذ الجريمة عن قرب، وهرب إلى مصر، وتقوم الإمارات بتوفير الحماية الكاملة له، ومنع أي متابعات قضائية ضده.
-جهاد الشوذبي، رجل الأعمال المتنفذ، وصهير عيدروس الزُّبيدي، والذي ما أن تُذكر قضايا الأراضي والعقارات حتى يظهر اسمه. كل القرائن تدل على أنَّ جريمة عشال كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بملف الأراضي، ولم تكن هناك علاقة جيدة تجمع بين الاثنين، وقد سعى الشوذبي بالود والإكراه الحصول على الملف الذي كان بحوزة علي عشال، والذي لا يملك الشوذبي الحق فيه.
القوة كانت الخيار السهل، وبحصانة قوية لم يكن من الممكن أن يُدان الشوذبي بهذه الجريمة، وقد سارع هذا الأخير بإصدار بيان ينفي علاقته بالجريمة؛ ولكن للواقع رأي آخر.
جناح “الضالع” في الانتقالي أخفى عشال، ومنع الكشف عن مصيره، وحارب لتظل الحقيقة مغيبة، وما أن تصاعدت القضية ووصلت إلى طريق مسدود، أسند خيار المواجهة إلى جناح آخر يريد أن يدفع ثمن ما لا علاقة له به، ليخرج الزُّبيدي وجناحه بسلام.
#عادل_الحسني