منصة أبناء عدن:
- إذا أردت أن تستمتع بالغباء السياسي فمرحبا بك في عدن، هنا حيث يواجه المواطنون صعوبات لا حصر لها، وبينما تزداد معاناتهم، لا تجد سوى صمت رهيب من قيادة المجلس الانتقالي، وبينما يموت الناس نجد رئيس المجلس مشغولاً جداً في تهنئة دولة الإمارات بمناسبة العيد الثالث والخمسين، من غير أي تردد أو خجل.
- في الأيام الماضية، لا شك أن معظمنا قد سمع عن عيد الاتحاد الإماراتي، لكن ماذا عن عيد الفقر في عدن؟ هذا العيد الذي يأتي كل يوم، ويحتفل به المواطنون في عدن تحت سحب من الغبار والدخان، وبدلاً من الكعك والتمور يتناولون خبزاً بلا طعم ولا أمل، وكأنهم في حرب يومية مع الحياة نفسها، الحرب ضد الجوع، ضد العطش، وضد الإهمال.
- وبينما يعاني المواطنون في عدن أسوأ أوضاع معيشية مرّت بها المدينة في تاريخها، نجد أن أولويات رئيس المجلس الانتقالي ليست تحسين الحياة بالمدينة أو العمل على تأمين لقمة العيش، بل أولوياته كانت إرسال تهنئة عاطفية إلى دولة الإمارات بمناسبة عيدها الوطني الـ53، ولأننا في عدن ولسنا في كوكب آخر، فكيف يمكن أن نفهم هذه المعادلة؟ وهل هذا هو الوقت المناسب لإظهار الود لدولة أخرى، في حين أن المواطنين في عدن يحتاجون إلى أقل القليل من الدعم؟
- لنكن واقعيين يا سادة، فلا أحد منا يستطيع أن ينكر أن وضع عدن مأساوي للغاية، الشوارع مليئة بالقمامة، والبطالة أصبحت سمة مميزة، والمياه أصبحت أكثر ندرة من الذهب، ثم يأتي المسؤول ليؤكد لنا أن كل شيء على ما يرام، وأن تهنئاته للإمارات هي ما سيعزز علاقاتنا الدولية ويحقق الرفاهية للمواطنين، فماذا ننتظر أكثر؟ أعتقد أنه يجب علينا أن نبدأ في الاحتفال بعيد فقرنا الأبدي، لأنه يبدو أن هذا هو العيد الوحيد الذي سنظل نحتفل به لسنوات قادمة.