منصة أبناء عدن:
- في زمن المليشيات الجاثمة على صدر عدن، لا شيء يلفت انتباه المسؤولين أسرع من منشور غاضب على حائط فيسبوك، مثلما نشرت منصة أبناء عدن قبل ثلاثة أيام -تحديداً- شكوى لإحدى أمهات المعتقلين عن فظاعة ما يجري في سجن بئر أحمد ليضج بها الفضاء الإلكتروني، الأمر الذي جعل رئيس النيابة الجزائية المتخصصة ينطلق إلى السجن في زيارة تفقدية وكأنه في ماراثون سباق بملفاته الرسمية.
- زيارة رئيس النيابة لسجن بئر أحمد صباح اليوم تشبه تماماً زيارة المسؤولين التفقدية إلى قوارب الموت المتهالكة، يمسكون دفتر الملاحظات، يهزون رؤوسهم، ثم يعودون إلى مكاتبهم المكيفة بإنجاز مهمتهم الوطنية، أما السجن فيبقى سيء السمعة، وكأنما السمعة مجرد حائط يحتاج إلى إعادة دهان، فالزيارات التفقدية لدينا كالمسكنات، تخدر الألم مؤقتاً لكنها لا تعالج المرض.
- إن سجن بئر أحمد سيء الصيت والسمعة لم يكن يوماً بحاجة إلى تعريف أو ترند، فهو كاف بنفسه ليصنف ضمن أبرز المعالم المأساوية في عدن، ففيه يذوب الزمن في غياهب الزنازين، وإلى جواره تشق صرخات الأمهات جدران الصمت، أما المعتقلين فهم لم يروا من العدالة سوى قاعها المظلم حتى الآن.
- ختاماً.. إذا كانت زيارة رئيس النيابة خطوة إيجابية، فإن إيجابيتها تقاس بمصير المعتقلين الذين ينتظرون منذ سنوات، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه: لماذا لا يأتي المسؤولون إلا بعد أن يصرخ الواقع عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ أليس السجن موجوداً قبل المنشورات والتغريدات؟ أم أن الزيارة لا تحجز إلا بعد الضغط؟