منصة أبناء عدن:
– إذا تابعت المشهد في سوريا اليوم ستشاهد بأن هناك حراكاً حقيقياً من حلفاء صادقين أثبتوا التزامهم بدعم الشعب والدولة في مواجهة التحديات، بينما إذا يمنت بصرك جنوباً نحو اليمن ستصطدم بواقع مرير تمارس فيه لعبة الحلفاء بوجهين؛ وجه يبدي الحرص على اليمنيين نفاقاً ظاهراً، ووجه آخر يمارس أشد أنواع الوصاية والانتهاك لحقوقهم.
– في جنوب اليمن تعطلت المطارات الرئيسية لأكثر من ثماني سنوات، وكأنها كانت سلاحاً موجهاً ضد المواطنين لا لصالحهم، آلاف المرضى ماتوا وهم ينتظرون بصيص أمل للسفر للعلاج في الخارج، وآلاف الطلاب فقدوا فرص التعليم، ورجال الأعمال تعثرت أعمالهم بسبب العزلة المفروضة قسراً.
– ولم تفتح هذه المطارات إلا بعد ضغط شعبي وإعلامي سمح التحالف السعودي الإماراتي برحلتين أسبوعياً فقط من مطار عدن إلى القاهرة وعمّان، وكأنها مكرمة لا حق أصيل من حقوق المواطنين، أما بقية المطارات من سيئون في حضرموت إلى مطار الغيضة في المهرة وصولاً إلى مطار عتق في شبوة، فقد تحولت إلى ثكنات عسكرية وسجون سرية تابعة للسعودية والإمارات، حيث لا تسمع سوى أنين المعتقلين الذين زج بهم لمجرد التعبير عن آرائهم أو رفضهم للتدخلات الخارجية.
– إنه مشهد مخزٍ أن تتحول المناطق التي كان يفترض أن تدار من قبل أبنائها إلى مناطق تخضع للوصاية الكاملة، حيث تتخذ القرارات من غرف مغلقة في الرياض وأبوظبي، وفي الوقت الذي يعمل فيه حليف اليمن -الذي يخشى صوت الشعب- على قمع أي حراك شعبي يطالب بعودة الحياة الطبيعية في اليمن وعلى إنتاج النزاعات والانقسامات، كان الحليف الصادق في سوريا يسهم في إعادة الإعمار ويشيد المدارس والمستشفيات، والمفارقة أن من يتحدث عن قضية جنوب اليمن هو ذاته من يدير السجون السرية ويتزعم المليشيات في مناطق سيطرته.
– إننا بحاجة إلى حليف صادق يعيد بناء المدارس والمستشفيات ويفتح المطارات والموانئ، لا حليف مستبد يضع القيود ويرسخ الانقسامات، فاليمنيون عامة يدركون تماماً أن معركتهم الرئيسية هي ضد المشاريع التي تهدف إلى إضعاف الدولة ونهب الموارد وتمزيق النسيج الاجتماعي.
– يبقى الأمل معقوداً على وعي الشعب اليمني الحر وإرادته الذي لطالما أثبت أنها عصية على الانكسار، وأنه قادر على التمييز بين الحليف الحقيقي والحليف الذي يتخفى خلف شعارات براقة لكنه في الحقيقة لا يسعى إلا لمصالحه الخاصة.