منصة أبناء عدن:
– في مدينة كعدن التي كانت يوماً موطناً للقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، أصبحت مهازل الأمن التابع للمجلس الانتقالي فصلاً جديداً من فصول العبث والانحدار، وبات المشهد مقلوباً تماماً في المدينة، حيث يعاقب الغيورون على كرامة مدينتهم، بينما تمنح الحماية للرذيلة والانحراف.
– أحدث فصول هذا العبث الأمني كان اعتقال الشاب أسامة حسن علي سالم الجندي في لواء المهام، الذي لم يقترف ذنباً سوى تصديه لتصرفات غير أخلاقية أمام سوق الحجاز في مديرية المنصورة.
– أسامة الذي كان يؤدي عمله اليومي في المديرية على سيكله الخاص، شاهد سيارة بداخلها شاب وأربع فتيات في حالة استفزازية، أغاني صاخبة، رقص أمام المارة، واستهتار بالقيم العامة، لم يقف مكتوف الأيدي، هو وأصدقائه، بل تدخلوا لإيقاف هذا المشهد المشين في موقف يعكس غيرة أصيلة على أخلاق المدينة.
– لكن مهلاً، هل كوفئ هذا الشاب الغيور على شرف عدن وأخلاقها؟ بالطبع لا، في زمن تحكمه عصابات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي، أصبح التصدي للرذيلة جريمة، وأصبح المعتدي محمياً، والمصلح معاقباً، فقد امتدت يد المليشيات لتعتقله، وما زالت تطارد أصدقائه، أحدهم من شباب المنصورة بلوك 35، والآخر من شباب المدينة السكنية.
– لقد أتى المجلس الانتقالي مدعوماً من دولة الإمارات بواقع جديد على عدن، واقع خال من الضوابط الأخلاقية التي كانت تشكل روح المدينة، وإن ما نراه اليوم من مشاهد الانحطاط الأخلاقي والتسيب السلوكي هو نتيجة سياسات ممنهجة لخلق جيل بلا هوية، جيل يعيش في حالة اغتراب عن قيمه وتاريخه.
– وما يحدث في عدن اليوم هو جريمة بحق المدينة وأهلها، عصابات تحكم باسم الأمن، تسهل انتشار الرذيلة والانحراف، أين هي الغيرة على مدينة كانت يوماً عاصمة القيم الحميدة والأخلاق الفاضلة؟ وأين هو الضمير في سلطة تعاقب المصلحين وتترك الفاسدين يعيثون في الأرض فساداً؟