منصة أبناء عدن:
- تتربع القيم الأخلاقية في صميم المجتمعات المزدهرة، حيث تشكل أساس بناء الإنسان الواعي والحضارة المتقدمة، ومدينة عدن التي كانت رمزاً للثقافة والتمدن، حملت في ماضيها إرثاً أخلاقياً عريقاً ومجتمعاً متماسكاً تحكمه قيم العفة والاحترام، إلا أن هذه القيم النبيلة باتت تواجه تحديات غير مسبوقة، نتيجة عوامل متعددة، ليس أقلها التدخلات الخارجية التي تحمل في طياتها أجندات تهدف إلى زعزعة منظومة القيم واستبدالها بأنماط سلوكية غريبة ودخيلة.
- في مديرية المنصورة، وفي سوق الحجاز تحديداً، كانت هناك حادثة تعكس بوضوح هذا التغير المؤلم، سيارة يقودها شاب وبداخلها أربع فتيات؛ واحدة في المقدمة، وثلاثة في الخلف، جميعهن مكشوفات غطاء الشعر في حالة توحي بعدم الاحترام للقيم والعادات، كانت أصوات الأغاني ترتفع بأقصى طاقتها، والسيارة تتحرك بتهور ذهاباً وإياباً؛ ليبلغ المشهد ذروته حينما خرجت إحدى الفتيات وبدأت ترقص أمام الناس، غير مبالية بحجم الإساءة للمكان وأهله.
- وبعد أن استمر الشباب والفتيات في استفزاز المارة بهذا السلوك، لم يكن أمام المارة إلا التدخل، وقرروا التصدي له، فتقدموا وأوقفوه بالقوة، مطالبين إياهم بالستر والعفة، إلا أن الرد كان “ما لكم دخل”، وكأن المسؤولية الأخلاقية قد أصبحت مفهوماً مفقوداً تماماً.
- عدن التي كانت منارة للعلم والأخلاق والتعايش لا تستحق هذا المصير، المدينة التي لطالما كانت موطناً للكرامة والنقاء يجب أن تستعيد روحها، وإن إعادة بناء عدن أخلاقياً وثقافياً يبدأ من الأسرة، من التربية التي تعيد للجيل الجديد فهمه لجذوره وقيمه، وعدن لن تظل أسيرة لهذا الانحطاط الأخلاقي، لأن روحها الأصيلة ستنتفض يوماً لتعيد لها مكانتها الحقيقية.