عطش الحياة وصمت المسؤولين

23 يناير 2025آخر تحديث :
عطش الحياة وصمت المسؤولين

منصة أبناء عدن:

– هنا في عدن، حيث الجراح أعمق من البحر، والفقر والمآسي يثقلان كاهل المواطن الجنوبي، صارت الأزمات فصلاً يومياً من حياة لا تطاق، فأزمة الكهرباء التي تخنق المدينة نهاراً وليلاً، باتت تمهد الطريق لكارثة أعظم، ألا وهي انقطاع المياه، شريان الحياة الذي لا غنى عنه؛ لتقف الحياة على حافة الجفاف في مشهد ينذر بعواقب لا تحمد، وكأن الصمت الرسمي بات شريكاً في إعدام الأمل الأخير.
– إنه إعدام جماعي لحياة الناس بلا مشانق، بأدوات أشد قسوة، هذه مؤسسة المياه في عدن تصرخ بلا مجيب، محذرة من توقف خدماتها الأساسية التي تمثل شريان الحياة للمدينة، وسط نقص حاد في الوقود وانعدام الدعم اللازم، إنذار مخيف بانطفاء ما تبقى من رمق في جسد مدينة عانت ما لم يعانه أحد.
– كيف لماء الحياة أن ينضب في مدينة تطلّ على البحر؟ وكيف لصرخات المؤسسة أن تقابل بصمت رسمي قاتل؟ كل دقيقة تأخير في توفير احتياجات مؤسسة المياه هي خطوة أخرى نحو الهاوية.
– وفي خضم هذا العطش الموجع، يقف الوطن على حافة كارثة جديدة، وكأن الموت البطيء أصبح قدراً مكتوباً على جبين أهله، ولن تعود الحياة إلا حينما نكسر هذا الصمت المطبق، ونتحرك بكل ما أوتينا من قوة لننتزع حقنا في الحياة من براثن الإهمال.
– استيقظوا يا أبناء الجنوب، استيقظ يا كل من بيده سلطة القرار، لا تجعلوا عدن أسيرة لعطش لا يرحم، وتذكروا أن الأوطان التي تموت عطشاً لا تنبعث من تحت الرماد، فشريان الوجود صمته نذير شؤم لا يحتمل الانتظار.. فهل نستجيب لصوت الأرض قبل أن يبتلعها الظمأ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة