عدن… أي حال هذا؟

25 يناير 2025آخر تحديث :
عدن… أي حال هذا؟

منصة أبناء عدن:

‏- هذه المشاهد ليست من قلب أدغال إفريقيا، ولا من قرى نائية طواها النسيان في أقاصي الأرض، إنها من عدن التاريخ، عدن الجمال التي لطالما كانت رمزاً للحياة والكرامة.
‏- مشاهد تعصر القلب ألماً، وتترك النفس في ذهول أمام ما لا يصدقه العقل ولا يحتمله الضمير، لم يكن لأحد أن يتصور أن يصل الحال بمدينة الموانئ والتاريخ إلى جمع بقايا طعام الأعراس لبيعها في الأسواق؟
‏- هذه الجوهرة المتألقة بموقعها الجغرافي، والتي حملت يوماً بين ضلوعها ثالث أهم موانئ العالم، أصبحت اليوم ترزح تحت وطأة انحدار معيشي لا سابق له في عهد المجلس الانتقالي، حتى باتت مدينة البحر والبخور تئن من شدة الفقر، والكرامة الإنسانية تسحق تحت وطأة الحاجة.
‏- عدن اليوم تعيش جرحاً مفتوحاً، ينزف دماً في ظل تحالف غادر وعصابات إرهابية، التي لم تأت إلا بالمزيد من القهر والجوع، وتحويل المدينة من مدينة الحياة والكرامة إلى رمز لمعاناة لا حدود لها.
‏- لقد جوعوا الناس، صادروا أحلامهم، وقسموا قوتهم، لا ليبنوا مدينة جديدة، بل ليغرقوا ما تبقى منها في مستنقع الفقر والفساد، وكيف لعدن التي وقفت يوماً كقلعة شامخة ضد كل محتل، أن تهان بهذا الشكل على يد من يفترض أنهم أبناؤها؟ كيف يتحول حكمهم إلى لعنة على هذه الأرض الطيبة؟
‏- إن التاريخ لن ينسى، والعدالة مهما غابت ستعود، وسيأتي اليوم الذي تستعيد فيه عدن مجدها عندما تتحرر من هذه القبضة الخانقة، فعدن أكبر من الميليشيات، وأكبر من كل سلطة جائرة، وستنهض رغم كل شيء، لأن في روحها إرثاً أقوى من الطغيان.

‏‌

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة