منصة أبناء عدن:
– عندما يجد حامل أسمى رسالة في المجتمع وهو المعلم، نفسه محاصراً بظروف قاهرة تدفعه لإنهاء حياته، فهذه شهادة واضحة على انهيار منظومة بأكملها، ويعكس انهياراً حتمياً لقيم المجتمع وأسس الدولة، وكأن قطار الخراب قد أطلق صافرته الأخيرة إيذاناً بالنهاية.
– يومنا هذا كان مؤلماً جداً، حيث غادر الحياة الأستاذ عبدالفتاح الشاص انتحاراً في منزله الكائن في منطقة البساتين بالعاصمة عدن، وهو يعمل مدرساً في مدرسة البساتين، لكن الظروف المعيشية الصعبة ألجأته إلى شنق نفسه بمروحة حجرته أمام أولاده وأطفاله الذين شاهدوا هذا الموقف المؤلم بكل حسرة وألم.
– وفي الوقت الذي يسحق فيه الشعب تحت وطأة الأزمات الاقتصادية، تتحول القيادات إلى رموز للثراء الفاحش، منكفئة على مصالحها الذاتية، منشغلة بتضخيم ثرواتها، غير مكترثة بصرخات الفقراء وآهات المعوزين، وكل شعاراتهم الجوفاء عن الوطن، الحرية، ما هي إلا أوهام تساقطت أمام واقع يزداد قسوة يوماً بعد يوم.
– لقد أصبح الشعب هو المحور الوحيد القادر على كسر هذه الحلقة المفرغة من المعاناة، فهو وحده من يدفع ثمن الانهيار الاقتصادي الذي تسلل إلى كل بيت وحاصر كل أسرة، أما القيادات فقد تخلّت منذ زمن عن مسؤولياتها، ولم تعد سوى رموز لجشع لا يعرف حدوداً.