استطلاع صحفي.. أزمة الكهرباء في عدن.. معاناة تتفاقم وشكاوى المواطنين بلا استجابة

30 يناير 2025آخر تحديث :
استطلاع صحفي.. أزمة الكهرباء في عدن.. معاناة تتفاقم وشكاوى المواطنين بلا استجابة

منصة أبناء عدن:

– تكابد آلاف الأسر في عدن يوماً بعد يوم معاناة غير مرئية تؤثر في كل تفاصيل حياتهم اليومية، حيث تحولت أزمة الكهرباء في عدن إلى واقع مستمر يعيش فيه المواطنون في الظلام، يواجهون تحديات لا تحصى بسبب تذبذب التيار الكهربائي والانقطاعات المستمرة.
– امتدت هذه الأزمة لتطال أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة، من تدمير للأجهزة الكهربائية وفقدان المنازل جراء انهيار شبكة الكهرباء الهشة، إلى تلف المواد الغذائية، حتى أصبح الاحتفاظ بالطعام في الثلاجات حلماً بعيد المنال.
– في هذا الاستطلاع، نسلط الضوء على تجارب وآلام أهل المدينة، لنروي لكم قصصاً حقيقية عن فقدان الأمن الكهربائي الذي يمتد من تعطيل الأجهزة المنزلية إلى الكوارث التي تنذر بخطر أكبر.

*(الأجهزة في منزلي تعطلت.. والثلاجة لم تعد تنفع)*
– المواطنة (ص.أ.ف) من سكان كريتر، تحدثت إلينا معبرة عن استيائها الشديد من الوضع الكهربائي في المدينة، والذي أثر على حياتها اليومية بشكل مباشر: “كل أجهزتي الكهربائية تعطلت بسبب الانقطاعات المتكررة، الغسالة لا تعمل، والمكيفات احترقت من كثرة الضغط عند عودة التيار فجأة، أما الثلاجة فلم تعد تنفع بشيء، فأصبحت مضطرة لشراء الخضروات واللحوم يوماً بيوم، لأن كل شيء يتلف بسرعة، حتى أبسط الحقوق مثل الاحتفاظ بالطعام، أصبحنا محرومين منها بسبب هذه الأزمة”.

*(منزلي احترق بالكامل بسبب الضغط الكهربائي)*
– أما المواطن (أ.ح.ح) من المنصورة، فقد كانت معاناته أكبر، إذ وصلت إلى فقدان منزله بالكامل نتيجة خلل كهربائي ناتج عن عودة التيار المفاجئة بعد انقطاع طويل.. تحدث إلينا بحسرة قائلاً: “كنا نعيش في معاناة مستمرة بسبب الكهرباء، لكن لم أكن أتخيل أن يصل الأمر إلى هذه الكارثة.. بعد انقطاع طويل عاد التيار فجأة بضغط عال، مما أدى إلى احتراق الأسلاك الكهربائية في المنزل، وخلال دقائق فقط انتشرت النيران ولم أستطع إنقاذ أي شيء، لقد فقدت كل ما أملك بسبب إهمال الجهات المسؤولة، فمن بالله عليكم سيعوضني عن خسارتي؟!”.

*(المياه انقطعت مع الكهرباء.. نعيش في جحيم)*
– وفي الشيخ عثمان، لا تقتصر المعاناة على انقطاع الكهرباء فقط إنما تمتد لتشمل المياه، حيث تحدث إلينا المواطن (خ.م.ن) عن هذه الأزمة المزدوجة التي جعلت الحياة أكثر صعوبة قائلاً: “مع كل انقطاع للكهرباء تنقطع المياه أيضاً، لأن المضخات لا تعمل بدون تيار، أصبحنا نعيش في جحيم حقيقي، فلا كهرباء ولا ماء، ونتحمل أعباء إضافية لشراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة”.
– ثم اختتم حديثه المنكسر بتساؤل مثير: “كيف يمكن أن نعيش بدون أساسيات الحياة؟ حتى أبسط الأمور مثل الاستحمام أو غسل الملابس أصبحت معاناة يومية لنا في عدن.. لنا الله يا أهل عدن”.

*(ابني مريض والقهر يقتلني)*
– أما في مديرية البريقة، فالمأساة هناك تأخذ بعداً آخر، حيث التقينا بالمواطن (م.ع.س)، الذي يواجه معاناة يومية مع طفله المريض الذي يحتاج إلى جهاز تنفس صناعي: “ابني مصاب بمرض في الرئتين، ويحتاج إلى جهاز أوكسجين يعمل على مدار الساعة، لكن مع الانقطاعات المستمرة أصبحت حياتنا جحيماً، فاضطررت إلى شراء بطارية إضافية للجهاز، لكنها لا تكفي لساعات طويلة، وأحياناً أضطر للخروج به إلى المستشفى فقط ليحصل على الهواء”.
– ويختتم حديثه بحرقة: “تخيل أن ترى ابنك يختنق أمامك ولا تستطيع فعل شيء، هذه ليست مجرد أزمة كهرباء، هذه أزمة إنسانية بكل ما تعني لها الكلمة”.

*(واقع صعب وأمل منتظر)*
– مع كل يوم يمر في عدن، يواجه المواطنون في كل لحظة حقيقة مريرة لا مفر منها، وهي أزمة الكهرباء التي تشل الحياة بشكل متزايد وتخلف وراءها آلاماً مادية ونفسية، من تعطيل للأجهزة الكهربائية إلى تدمير الممتلكات، ومن خسائر اقتصادية إلى معاناة يومية مستمرة؛ وهم يطالبون بجدية الحكومة والمجلس الانتقالي في معالجة المشكلة، لكن حتى الآن لا توجد أي بوادر لحل جذري ينهي هذه الأزمة المستمرة.
– إن هذه الشهادات التي جمعناها من أهالي عدن لهي صرخة مدوية تطالب المسؤولين بتحمل المسؤولية واتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء هذه الكارثة التي تطيل أمدها الإهمال والتجاهل.. فهل ستظل عدن تنتظر الحلول التي تأخرت طويلاً؟ فالمواطنون في حاجة ماسة إلى حلول تنقذهم من هذا الواقع المؤلم، وتعيد لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة