منصة أبناء عدن:
– في زقاق عتيق من أحياء مدينة عدن، وقفت هذه العجوز الحرة، التي تحكي تجاعيدها عن زمن كان الوطن فيه حرّاً، والفقراء يقتسمون اللقمة بكرامة قبل أن يصبحوا أرقاماً في قوائم الجوعى والمنكوبين.. صوتها المتهدّج يشقّ صمت المدينة، لتلقي كلمتها كالسيف تمزّق ستار الصمت والخوف: “ماذا قدّم لكم التحالف غير الموت والجوع؟
– لقد كانت عدن يوماً ما جوهرة تتلألأ على ساحل البحر، مدينة تنبض بالحياة، تسابق الزمن في نهضتها وتحتضن أبناءها بسلام، أما اليوم فقد أطفأ الدخان نورها، وسرقت أحلامها على أيدي من ادعوا أنهم جاءوا لإنقاذها.
– في ظل سلطة المجلس الانتقالي، تحولت عدن إلى مدينة تتنفس الفوضى، شوارعها يملؤها الرعب، وأزقتها تضج بأصوات الجوعى والمحرومين، الفساد ينهش جسدها، والموت يحصد شبابها بلا رحمة، فيما توزع خيراتها على الغرباء، ويترك أهلها لقدر مجهول.
– من مدينة كانت بوابة العالم إلى مدينة تقف على حافة الانهيار، من ميناء كان يضج بالحياة إلى ساحل يعجّ بالمآسي، من شوارع كانت تنبض بالنور إلى أحياء لا تعرف سوى الظلام، هذه ليست عدن التي يعرفها أهلها، إنها نسخة مشوهة، اغتالها المجلس الانتقالي، وحاصرها فساده، وأغرقها قهره.