منصة أبناء عدن:
– أسدل الليل ستاره على يوم ليس كغيره، يوم زمجرت فيه عدن، وتكلمت الشوارع بلسان أهلها، وانهزم الخوف تحت أقدام الغاضبين، انتهت الفعالية لكن صداها لم ينته؛ لأنه نهراً جارفاً، يحمل معه حقيقة ساطعة كالشمس، إذ لا سطوة تعلو على إرادة الشعب، ولا قيد يبقى أمام زخم الحرية.
– التقطت عدسات مصورينا كل شيء، من عيون الغاضبين التي تروي قصص القهر، إلى الوجوه التي عانقت الحرية كأنها توثق شهادة ميلاد جديدة لمدينة تأبى الانكسار، كل صورة نشرناها هنا كانت رصاصة في وجه التزييف، وخنجراً في قلب من يظن أن عدن تحكم بالقوة وحدها.
– أما مليشيات المجلس الانتقالي التي تجوب عدن يومياً في استعراض فارغ، بدت اليوم ضئيلة أمام سيل الجماهير، عاجزة أمام هدير الهتاف، ومجردة من كل شيء إلا الرهبة، تجوب الشوارع مدججة بالسلاح، لكن السلاح سقط أمام العزيمة، والقوة انحنت أمام الحق، ولم تكن مدرعاتهم هي من تفرض سيطرتها، إنما العدسات التي وثقت الحقيقة كما هي، سلطة مرتجفة، وإرادة شعب صلبة لا تنكسر.
– انتهت ليلة أمس التظاهرة الكبرى، لكنها لم تكن النهاية، بل هو البداية لعدن التي تعرف طريقها، ولا تضل وجهتها أبداً.