منصة أبناء عدن:
– دائماً ما يكون هناك من يختار أن يكون صدى لغيره، يرفع الشعارات، ويهتف بأعلى صوته مدافعاً عن قضايا يظنها عادلة، يضع كل ما يملك قلمه، صوته، وقناعاته في خدمة مشروع زائف، حتى إذا جاءت لحظة الحقيقة، وجد نفسه وحيداً، متروكاً على الهامش، بلا صوت ولا سند.
– يرقد اليوم الشاعر محمد حزام “أبو شلال” في أحد مستشفيات عدن بعد خضوعه لعملية قسطرة في القلب، هذا الرجل الذي أفنى سنواته في تمجيد المجلس الانتقالي والدفاع عنه بكل ما أوتي من قدرة، وتسخير قصائده درعاً لمن اعتقد أنهم سيحفظون له الجميل يوماً ما، لكنه الآن للأسف يواجه المرض وحده، بعد أن قطع المجلس الانتقالي راتبه ولم يلتفت إليه ولو بنصف عين، حتى إعلاميوهم الذين كان يملأ صفحاتهم بقصائده، لم يكلفوا أنفسهم كتابة منشور واحد عنه.
– ليس حديثنا هنا عن شخص الشاعر فالأمر أكبر من ذلك، لكنه درساً لمن لا يتعلم إلا بعد فوات الأوان، أن تبيع موهبتك وصوتك لمن يراك مجرد أداة، وتعتقد أن الولاء المطلق سيحفظ لك حقوقك، وكل ذلك سراب، يتلاشى عند أول اختبار، وحينها لن تجد إلا نفسك في مواجهة الحقيقة.. أنك مجرد ورقة احترقت، ولم يعد لها أي قيمة.
– نسأل الله أن يمنّ على محمد حزام بالشفاء، وأن يكون ما حدث من جفاء الانتقالي له عبرة لمن ظن أن الاصطفاف الأعمى يحفظ الحقوق، وأن التطبيل يحصّن صاحبه من النسيان والتهميش.