مصلح الذرحاني.. تاريخ أسود من القتل والدمار

4 فبراير 2025آخر تحديث :
مصلح الذرحاني.. تاريخ أسود من القتل والدمار

منصة أبناء عدن:

– تعجز حروف اللغة عن احتواء وحشية السفاح مصلح الذرحاني، وتضيق سجلات التاريخ عن تدوين جرائمه، وتسجيل فظاعته وانحطاطه الأخلاقي وحجم الجرم الذي ارتكبه بحق الأبرياء في عدن، فقد حول المدينة إلى سجن كبير يساق فيها الأبرياء إلى التعذيب والموت بلا ذنب، فقط لأنهم لا ينتمون إلى معادلة القمع التي بناها هذا الجلاد تحت جناحي المجلس الانتقالي.
– في سجلّ السفاح الذرحاني لا توجد هناك أية إنجازات، إلا دماء الأبرياء ودموع المظلومين وصفحات سوداء من الجرائم والانتهاكات، آخرها الاشتباكات العنيفة التي شهدتها جولة السفينة في 3 ديسمبر 2023م، عندما دخل في مواجهة دامية مع قوات قائد الأحزمة الأمنية محسن الوالي، متسبباً في سقوط جرحى من المواطنين الأبرياء، وتدمير عدد من السيارات والممتلكات العامة والخاصة، ليؤكد مرة أخرى أنه مجرد زعيم عصابة لا يتقن سوى لغة الدم والخراب.
– وقبل ذلك في 25 نوفمبر 2023م، لم يتورع عن إطلاق النار على صالة رياضية في شارع الكثيري، غير آبه بحياة الشباب الذين وجدوا في الصالة ملاذاً من الفوضى والموت، لأن رسالته التي كان يريد إيصالها، هي أن لا أحد في عدن سينجو من بطشه.
– أما في 13 يونيو 2024م، فكان المصور والإعلامي صالح العبيدي ضحية أخرى لظلم الذرحاني، إذ اعتقله في جولة السفينة بتهمة الإرهاب، لأنه مارس مهنته بنزاهة، ولأن كاميرته كشفت جزءاً من الحقيقة، فكان جزاؤه الاعتقال التعسفي والتنكيل دون أي دليل.
– ولم يكتف الذرحاني بمطاردة الصحفيين وإرهاب الأبرياء، بل تعدّت جرائمه إلى الاعتداء على رجال الأمن أنفسهم، حيث اعتدى بوحشية على رجل المرور لطفي محمد سعيد المقطري في 10 يونيو 2024م، ليؤكد مرة أخرى أن لا أحد في مأمن من طغيانه، حتى من يرتدون الزي الرسمي.
– أما عن سجون الذرحاني فهي أماكن لا يصلها العدل، ولا تسكنها الرحمة، إنها مقابر للأحياء، يساق الأبرياء إلى زنازين ضيقة تمتلئ بصيحات المعذبين، وهناك الجلادون لا يفرقون بين كبير وصغير، رجل أو امرأة، حتى النساء العفيفات لم يسلمن من بطشه، وكأن شرف المدينة بأكمله بات مرهوناً بمزاج ظالم يقتات على الألم والقهر.
– ورغم كل هذه الجرائم جاءت لحظة التغيير، وتمت إقالته أخيراً من شرطة عدن بعد اشتباكات جولة السفينة التي فضحت همجيته أمام الجميع، لكن حتى بعد أن صدر القرار ظل مصلح الذرحاني رافضاً تسليم مركزه التي يعتبره غنيمة شخصية وليست مؤسسة تخدم الشعب، والمفارقة الكبرى أن أمن عدن، لم يستطع إجباره على تسليم منصبه، لأن القانون في هذه المدينة لا يسري إلا على الضعفاء، أما الطغاة فيتمتعون بالحصانة.
– لكن هل يمكن للقمع أن يدوم؟ هل يستطيع الطغاة النجاة إلى الأبد؟ التاريخ يخبرنا أن كل جلاد له نهاية، وأن كل نظام قائم على الظلم مصيره الانهيار، وقد تكون عدن اليوم مختنقة بجراحها، والبسطاء يئنون تحت وطأة القهر، لكن في نهاية المطاف ستنقشع هذه الغمة، وستسقط كل الوجوه التي استباحت هذه المدينة، وستبقى عدن شامخة رغم الدمار، حرة رغم القيد، وحيّة رغم أنف الجلاد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة