منصة أبناء عدن:
– بينما يستعد المواطنون في عدن لاستقبال شهر رمضان بقلوبٍ يملؤها الرجاء، يجد البسطاء أنفسهم في مواجهة حرب جديدة، حرب تخاض بالدهس والمطاردة وسلب لقمة العيش، وكأن لقمة العيش أصبحت جريمة تعاقب بالقمع والتنكيل.
– في مشهد مرعب كالعادة، كاد أحد البسطاء أن يفقد حياته تحت عجلات طقم عسكري تابع لقائد شرطة دار سعد المدعو مصلح الذرحاني، دون أي ذنب سوى امتلاكه دراجة نارية، وسيلة رزقه الوحيدة التي تقوده إلى قوت يومه؛ لينتهي المشهد بدهس دراجته، وسحق مصدر رزقه الوحيد. فهل أصبحت المطاردة والدهس سياسة ممنهجة ضد البسطاء؟
– المواطنون في عدن لا يطلبون سوى حقهم في العيش بكرامة، أن يطلبوا الله ويسعوا لرزقهم دون أن تتحول المدينة إلى فخ لا ينجو منه الضعفاء، لكن مليشيات المجلس الانتقالي لا تزال تفرض حصاراً خانقاً عليهم، تمنعهم من العمل، تحاصر أرزاقهم، وتطاردهم بلا رحمة.
– وطالما أن البسطاء هم الحلقة الأضعف في معادلة الظلم، وطالما أن من يملك السلطة يرى في قوت الفقراء خطراً يجب القضاء عليه، فهذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة.
– رمضان على الأبواب، والشوارع التي كان يفترض أن تعجَّ بالخير والسكينة، تحولت إلى ساحات للمطاردة والقمع والدهس. هذه كرامة شعب وأمل أسر وحلم أطفال ينتظرون رغيف الخبز الذي يحارب في وضح النهار.. فإلى متى سيظل الفقراء هدفاً سهلاً؟ وإلى متى ستسحق أرزاقهم تحت عجلات القمع؟ وإلى متى ستظل عدن تحت رحمة من لا يعرفون للرحمة طريقاً؟