منصة أبناء عدن:
– بعد عجز تام عن توفير الكهرباء حتى لثلاجات الموتى، وبعد أن باتت جثث مجهولي الهوية تتحلّل في مستشفى الجمهورية، نفذت النيابة العامة في عدن بأوامر من النائب العام عملية دفن جماعي لـ56 جثة مجهولة الهوية، كانت قد تجمعت وتكدست في ثلاجات الموتى بمستشفى الجمهورية، حتى قررت الكهرباء أن تنقطع تماماً، وتتركهم لمصير أكثر قسوة من الموت نفسه.
– السلطات الهشة التي فشلت في تأمين أبسط مقومات الحياة، لم تجد حلاً سوى دفن الجثث دفعة واحدة، في خطوة لم تكن احتراماً للموتى بقدر ما كانت محاولة للتغطية على فشل مدو في كل شيء، فشل يمتد من غرف الإنعاش إلى ثلاجات الطب الشرعي، ومن بيوت المواطنين إلى المقابر.
– وهكذا في زمن صار الموت فيه أكثر تنظيماً من الحياة، ودفن الجثث أسهل من حل أزمة الكهرباء، يسدل المجلس الانتقالي الستار على فصل جديد من فشله الذريع، لم يوفروا للناس حياة كريمة، ولم يتركوا لهم حتى موتاً يحفظ كرامتهم، يدفنون الأموات لأن الكهرباء لم تعد تكفي لتبريدهم، ليكون الحل لهذه الكارثة ردمها تحت التراب.
– وإن كان هذا هو حال الأموات، فما الذي ينتظر الأحياء؟ سؤال لن يجيب عليه المجلس الانتقالي، لأن الأجوبة تتطلب مسؤولية، وهذه الكلمة لم تدخل قاموسه بعد.