منصة أبناء عدن:
– مازن قاسم حازب، الاسم الذي أصبح مرادفاً للقمع والملاحقة والاعتقال، لم يخطئ المحتجون حين صرخوا باسمه في وجه الظلم، فهو الوجه الأبرز لآلة القمع التي تحاول إسكات عدن، فمنذ أن عيّن مطلع هذا الشهر أركاناً لقطاع المنصورة في الحزام الأمني سارع إلى إثبات ولائه لسادته، متفنناً في التنكيل بجيرانه وأبناء حيه، وكأنما يسابق الزمن ليتحول إلى نسخة أكثر دموية من جلاديه.
– لم تكن هذه المرة الأولى التي يطأ فيها درب الخيانة، فقد عرف بتعامله المهين أثناء عمله كقائد حراسة للقاضي أنيس ناصر رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن، حيث كان يتلذذ بإذلال أهالي السجناء، يقتات على قهرهم، ويستمتع برؤية وجوههم المكلومة تتوسل المرور عبر بوابات الظلم التي يحرسها.
– والمفارقة أن هذا الرجل الذي يمارس اليوم أدوار الجلاد بلا رحمة، كان مجرد شاب مغترب في المملكة العربية السعودية، يعمل في بنشر سيارات، مهنة شريفة خير وأشرف ألف مرة من العمل القذر الذي يمتهنه الآن، وبعد الحرب عاد إلى عدن وافتتح بنشراً في منطقة ريمي، حيث كسب الرزق الحلال وبعرق جبينه، قبل أن يختار لاحقاً طريق الخيانة، فيبيع ضميره بثمن بخس، ويستبدل أدوات إصلاح السيارات بأدوات القمع والبطش، ليصبح مجرد أداة بيد من لا يريدون لعدن أن تنهض.
– هؤلاء هم أدوات الانتقالي الرخيصة، حفنة من فاقدي الشرف، لا قضية لهم ولا مبدأ، سوى الركض خلف فتات السلطة مقابل خيانة مدينتهم، لكن عدن تعرف أبناءها جيداً، تميز بين الأوفياء والخونة، وتكتب أسماءهم في صفحاتها، إما بمداد العز، أو بلطخات العار التي لا تمحى.