منصة أبناء عدن:
– في كل بقاع الأرض، يحلّ شهر رمضان المبارك ضيفاً كريماً، يحمل معه الطمأنينة والرحمة، إلا في العاصمة المؤقتة للبلاد مدينة عدن، حيث يستقبل هذا الشهر الفضيل وسط أوجاع لا تنتهي، وفقر يفتك بالأسر وأزمات تتفاقم يوماً بعد يوم، لا سكينة في المدينة ولا استعدادات روحانية، فقط تتواجد الحيرة والقلق والعيون الشاخصة التي تبحث عن بصيص أمل في مدينة يحكمها الحرمان، بعدما أحكمت الأزمة الاقتصادية والخدمية قبضتها على رقاب المواطنين، ولم تبق لهم سوى الألم والمعاناة.
– في ظل حكم المجلس الانتقالي الذي يسيطر على عدن ويدير شؤونها، غرقت المدينة في فساد دامس كثيف بسبب سوء الإدارة، حتى جعلوا من الحياة في المدينة جحيماً لا يطاق، ولم يجلبون لها إلا الجوع والظلام، الأسعار تحلّق في السماء، والرواتب إن وجدت بالكاد تكفي لأيام معدودة، والخدمات العامة منهارة، والماء والكهرباء والصحة والغاز أصبحت رفاهيات لا ينعم بها سوى القيادات الفاسدة؛ لتتحول منارة الحياة والتعايش قديماً إلى سجن مفتوح لأهلها، يمارس بهم أبشع صور الإهمال والتجويع فيها.
– إنه مشهد لا يليق بعظمة الشهر الفضيل ولا بعدالة الحياة، إذ كيف سيستقبل المواطنون شهر رمضان في عدن وقد صارت الأزمة سيدة المشهد؟