منصة أبناء عدن:
– في الوقت الذي تجوب فيه مئات المدرعات والعربات العسكرية شوارع المحافظات ترافق تنقل رئيس المجلس الانتقالي من منطقة لأخرى، يبتلع مستنقع الإهمال بصمت مدينة عدن، لتغرق المدينة في مياه المجاري التي تحاصر أحياءها وتخنق أهلها، فالمدينة التي كانت درة الجنوب وأيقونة النضال، باتت اليوم تستغيث تحت وطأة الكارثة، فيما تستمر النداءات بلا مجيب، والمناشدات بلا استجابة.
– مشهدان متناقضان، أحدهما يعكس استعراض القوة، والآخر يجسد واقع البؤس والمعاناة، فأين هي الدولة ممن يفترشون الألم في شوارع تغرق بالمياه الآسنة؟ وأين هي المسؤولية ممن جعلوا عدن ساحة للوعود دون وفاء؟
– إن ما تعيشه عدن اليوم كارثة حقيقية تتفاقم كل لحظة، حيث تتحول مياه المجاري إلى بؤر موبوءة تنشر الأوبئة والأمراض الفتاكة في أحياء تعجّ بالأطفال والشيوخ والمرضى، فحين يصبح التلوث قاتلاً صامتاً، وحين تحاصر المستنقعات البيوت وتنذر بكارثة صحية لا تحمد عقباها، يصبح التدخل العاجل ضرورة لا تقبل المماطلة.
– وإن الذي أهمل عدن بهذا الوضع المزري لن يقدم للمحافظات الأخرى سوى الفشل الذريع، وما الوعود الكاذبة إلا صورة تعكس وضع عدن الحالي، حيث تحولت الشعارات البراقة إلى سراب، ولم يبق من الوعود سوى واقع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فكيف لمن تجاهل معاناة عدن أن يكون قادراً على إنقاذ محافظات غيرها؟
