منصة أبناء عدن:
– في قلب عدن، يقف الجنوبيون على أطلال وعود زائفة لم يحصدوا منها سوى الخذلان والتجاهل، وعلى الجانب الآخر يقام احتفال رسمي، تفتتح فيه صالة فاخرة، لا لتخليد ذكرى رجال الجنوب الذين ضحوا بحياتهم، بل لتكريم قتلى الإمارات الذين لم يسقطوا في معركة من أجل عدن، بل من أجل أهداف دولتهم.
– لم يعد يرى الزبيدي إلا ما تمليه عليه الأوامر، ينفّذ بلا تردد، يخضع بلا نقاش، يتجاهل جرحى الحرب من أبناء عدن وهم يطردون من المستشفيات لأنهم لا يملكون ثمن العلاج، بينما ينفق الأموال على تشييد صالات فخمة لقتلى دولة جاءت تحت شعار المساعدة، لكنها خرجت بالسيطرة على الموانئ والجزر والمطارات، واحتكار القرار السياسي والعسكري في الجنوب.
– لماذا ترفع صور قتلى الإمارات في شوارع عدن بينما أبناء الجنوب يدفنون بصمت بلا تكريم وبلا حقوق وبلا حتى قبور تليق بتضحياتهم؟ لماذا يلقى جرحى الحرب خارج المستشفيات، ويتركون ليواجهوا الموت وحدهم، بينما تقام الاحتفالات الرسمية لتخليد قتلى دولة لم تخض معركة واحدة إلا لحماية مصالحها؟
– الزبيدي لم يفتح أبواب عدن لعائلات الشهداء الذين فقدوا كل شيء، لكنه فتحها للإماراتيين ليقيموا مشاريعهم، ويشيّدوا صالات التكريم لقتلاهم، وكأنهم أصحاب الأرض وليسوا محتلين.
– عدن اليوم ليست بحاجة إلى مزيد من الخضوع، ليست بحاجة إلى قاعات تمجّد من لم يقاتل من أجلها، بل بحاجة إلى قادة يرفعون صور شهدائها، ويطالبون بحقوق جرحاها، ويضعون الجنوب في مكانه الحقيقي، لا تابعاً ولا خادماً لمشاريع الآخرين.