تكشف قصة العقيد عبدالله الطيري ورفاقه عن جانب مظلم من واقع السجون السرية في اليمن، والتي تدار بإشراف إماراتي وبمشاركة عناصر من المجلس الانتقالي.
هذه القضية تسلط الضوء على معاناة مجموعة من المعتقلين الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لاتهامات خطيرة دون أساس.
بدأت القصة باعتقال العقيد الطيري، أحد أفراد مقاومة مريس، مع مجموعة من رفاقه، تم احتجازهم لسنوات في ظروف قاسية، حيث تعرضوا للتعذيب والتنكيل. وخلال فترة اعتقالهم، حاولت السلطات إلصاق تهم خطيرة بهم، منها قتل أئمة المساجد وتنفيذ عمليات اغتيال في عدن.
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا. فقد تبين لاحقًا أن المسؤول الفعلي عن هذه الجرائم، حسب الادعاءات، هو هاني بن بريك، الذي يُزعم أنه كان يعمل بتوجيهات من ضابط إماراتي يدعى “أبو سلامة”.
وعندما اعترف المنفذون الحقيقيون وكشفوا عن تورط بن بريك، تم الإفراج عن الطيري ورفاقه عبر ما وصف بأنه “مسرحية قضائية”.
انتهت محنة هؤلاء المعتقلين بعبارة مقتضبة: “عفوًا غلطنا عليكم”، لكن هذه النهاية لم تمح آثار سنوات من المعاناة والظلم التي تعرضوا لها.
وفي أعقاب الإفراج عنهم، طرح أحد المعتقلين سؤالًا مهمًا: “أين بقية المخفيين؟ لماذا لم نرهم؟” وهو السؤال نفسه الذي ظلت أمهات المعتقلين تردده لسنوات دون إجابة.