منصة أبناء عدن:
بعد مرور سنتين على انطلاق حملة “سهام الشرق”، لم تحرز تلك الحملة العسكرية المدعومة إماراتياً تقدماً كبيراً في مناطق عدوها، بل فرطت بأرواح المئات من الشباب العسكر، وتورطت في حرب دموية عبثية مع قبائل المنطقة الوسطى، والتي ارتكبت بحق أبنائها إعدامات خارج نطاق القانون وجرائم مروعة، وذلك لا يبدو ناتجاً من سوء تقدير فقط، بل أن هناك دفعاً إماراتياً نحو إدخال أبين في معركة دائمة، يستنزف فيها جميع الأطراف.
لا يعقل أن كل تلك العدة والعتاد التي حشدتها مليشيات الإمارات في المنطقة الوسطى أبين على مدى عامين كاملين، لم تستطع أن تصل إلى عمق العدو، ولم تقبض على مسؤول منهم، ولم تأسر فرداً من الجماعة، بينما بالمقابل يحصد تنظيم القاعدة زهرة شباب الجنود بالمئات، وكلما فكروا بالتسلل بسيارة مفخخة، والانغماس في مواقع العسكر، قال لهم الممول استعدوا لهجمتكم، ونحن سنتكفل بالترتيب لاختراق الحواجز العسكرية والنقاط، كما حصل بالأمس الأول في مدرسة الفريض.
تستثمر دولة الإمارات ورقة تطهير المنطقة الوسطى من تنظيم القاعدة أمام المجتمع الدولي، لأجل البقاء في اليمن مدة أطول تحت هذه الحجة، وإلا لماذا لا تنهي الإمارات هذا الملف خصوصاً وأماكن العدو معروفة، لكنها لم تنوِ حتى الآن حسم المعركة، ولم يشارك طيرانها في ضرب تجمعات القاعدة المعروفة، بل لم تقدم لقواتها المشاركة في المعركة حتى كاسحات ألغام، ولم يتواجد ضابطاً إماراتياً واحداً في هذه المواقع والإشراف على العمليات.
إننا نطالب أسر أهالي جميع العساكر في القوات المدعومة من الإمارت بسحب أولادهم من خنادق الموت التي أعدتها لهم الإمارات في أبين، وفصلهم تماماً عن مليشيات الدمار التي زجّت بهؤلاء الشباب الأبرياء في حرب قذرة لأكثر من سنتين، ليصل النواح والبكاء إلى أغلب بيوت المشاركين في الحملة، حيث وصل عدد من قتل في تلك المعركة العبثية إلى 167 قتيل، و365 جريح، أما أسر قيادات القوات المليشاوية فتنعم بالأمن والأمان في دولة الإمارات، تلك الدولة المارقة التي هيأت لأسر عبيدها القادة المأمن المريح، ولا يهمها العساكر الأبرياء وأسرهم الكادحين، بل أنها سرعان ما تتعمد قطع راتب الجندي مع أول قطرة يسكبها على أرضه.