منصة أبناء عدن:
في تمام الساعة الثالثة، فجر اليوم الجمعة الموافق 30/ أغسطس 2024م، انطلق مجموعة من صيادي منطقة الخيسة بمديرية البريقة على متن قاربهم المتواضع قصداً لرزق الله الوسيع، الذي أودعه لعباده في أعماق البحر.
وفي منطقة غير محظورة أمنياً، حطّ الصيادون رحالهم، وبدأوا بتجليب الأسماك، حتى أكرم الله هؤلاء المساكين بخير وفير، أسعدهم، وسيسعد بالتأكيد أسرهم التي تنتظرهم، وها هو يومهم يشارف على الانتهاء، وقد بدأ الجميع بجمع معدات الصيد للمغادرة، لكن هناك، كان من يراقب تحركهم منذ البداية، وكان له رأياً وتدخلاً سافراً لإفساد فرحتهم.
خمسة جنود مسلحين، ينتمون لقوات العاصفة التي يقودها المدعو أوسان العنشلي، يمخرون عباب البحر على متن قارب باتجاه الصيادين المساكين في الخريط ما بين التواهي والبريقة، ويشهرون أسلحتهم بكل بلطجة وغطرسة الظالم في وجوه الضعفاء، ثم قاموا باقتيادهم إلى القصر المدور في التواهي، وسجن مالك القارب، ومصادرة كل السمك الذي رزقهم الله به.
مثل هذه المآسي الإنسانية تحدث بشكل دائم في عدن، وما كان لها أن تحدث لولا وجود هذه العصابات الإنتقالية المرعبة، التي تجاوز ظلمها البر حتى وصل للبحر، وتقييد عمل الصيادين الحر في البحر الفسيح، فهل هناك أقسى من أن يعود صياد فقير إلى أسرته التي تنتظر منه الفرج، والقهر والحزن يملأ عينيه..؟؟