منصة أبناء عدن:
– في قلب سجن بئر أحمد، وتحت ظل إدارة جديدة، تتجسد هناك معاناة إنسانية مريرة تطال النزلاء وأهاليهم على حد سوا، ومع كل زيارة تبدأ فصول من الإذلال والقمع، وسط إجراءات مشددة وظروف لا تليق بكرامة البشر.
– يحكي زوار السجن قصصاً مؤلمة عن معاناتهم منذ لحظة وصولهم، حيث يتم إجبارهم على الوقوف في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة والرياح العاتية، بينما يمنعون من استخدام سياراتهم الخاصة، ويجبرون على الانتظار لصعود باص صغير يدخلهم على دفعات، ما تسبب ذلك في نشوب مشاجرات بين النساء، حيث تسعى كل واحدة لدخول الباص أولاً في مشهد يعكس الإهانة الجماعية التي يتعرض لها الأهالي.
– وعندما يسمح للأهالي برؤية أحبائهم، فإن الزمن الممنوح لهم لا يتجاوز دقائق معدودة، تقول أم أحد المعتقلين لمنصة أبناء عدن: “دخلنا لعند العيال خمس دقائق، قالوا لنا: يلا اخرجوا، والله مش بحق التعب.”
– أما الطعام الذي يحضرونه، فيتم التعامل معه بإهمال يصل حد الإهانة؛ إذ يتم سكب الأكل في أكياس بشكل عشوائي ما يفسد جودته، وتعاد الصحون فارغة، كما يتم منع السجناء من الاحتفاظ بأكثر من بدلتين للملابس، بينما الوجبات التي تقدم لهم بالكاد تكفي، وجبة تتضمن ثلاثة أرغفة فقط، ما دفع النزلاء للتفكير في تنفيذ إضراب جماعي احتجاجاً على هذه الظروف غير الإنسانية، حيث لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد؛ فالبقالة الصغيرة التي كانت تمثل بصيص أمل أغلقت فجأة، ما حرمهم من الحصول على مستلزماتهم الضرورية، وزاد من معاناتهم اليومية.
– المعاناة في سجن بئر أحمد تزايدت بشكل ملحوظ عقب تغيير إدارة السجن، حيث أقيل المدير السابق غسان العقربي وعين مكانه تيمور جواد، وهو شخصية مقربة من قائد الأحزمة الأمنية محسن الوالي، المتهم بالإشراف على السياسات الجديدة التي عمّقت من القمع والتضييق على النزلاء وأهاليهم.
– لقد باتت الانتهاكات في سجن بئر أحمد مصدر غضب شعبي متزايد، مع دعوات متكررة للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية للتدخل العاجل، وإن استمرار هذه الممارسات التعسفية ليس فقط انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، بل أيضاً قنبلة موقوتة تهدد باستفحال الأزمات في المنطقة.