منصة أبناء عدن:
في جميع أنحاء العالم، ستجد الطقم العسكري حامياً للمواطنين، مستشعراً واجبه تجاههم بالذود عنهم من الأخطار، وتلبية احتياجاتهم الأمنية، إلا في جنوب اليمن الخاضع تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي، فهو إما أن يختطفك، أو يطلق النار عليك، أو يقوم بدهسك وينهي حياتك على الفور، كما حصل صباح أمس الاثنين في منطقة كريتر بمحافظة عدن، إذ قام أحد الأطقم العسكرية الطائشة بإنهاء حياة امرأة أمام عيني ابنها.
حنان نصر عبده، خريجة كلية الحقوق، وتعمل في عمليات إدارة أمن عدن، لم تدر أن يوم أمس كان يومها الأخير بعد توجهها صباحاً إلى مستشفى عدن لإجراء عملية لطفلها ذي العامين، لكن أطقم الموت كانت تحوم حول المكان، وفي أثناء تواجدها مع طفلها في سيارتها الصغيرة جوار بوابة مستشفى عدن، جاء طقم تابع للمدعو “عمار السرحي” أركان قوات الحزام الأمني مسرعاً في شارع حيوي بجانب حديقة عامة لا يخلو من المارة، أدى الحادث المروع إلى إخراجها من سيارتها وارتطام رأسها بالرصيف، أمام مرأى طفلها الذي شاهد أمه تموت أمام عينيه.
لا نعلم إلى متى سيكون هذا الاستهتار العابث بأرواح الأبرياء، ومتى وكيف سيتم ضبط الأشخاص المسرعين من سائقي الأطقم، والغريب في الأمر أنه حتى اللحظة لم تصدر أي تصريحات رسمية من السلطة المحلية ولا من المجلس الانتقالي بشأن الحادثة، أو أي تصريح لإجراءات سيتم اتخاذها حيال الواقعة، في ظل حالة واسعة من الحزن والغضب أبداه سكان المدينة جراء الحادثة، معبرين عن استيائهم لتكرار حوادث المركبات العسكرية التي تسير بسرعة جنونية في المناطق السكنية، ذهبت ضحيتها حنان دون أي ذنب، وحلت الفاجعة على أسرتها، وعلى طفل ذهب للعلاج مع أمه، لكنه ما لبث أن شاهدها مضرجة أمامه في دمائها، وقد ارتسمت صورة المشهد في عقله لن ينساها طيلة حياته بسبب هؤلاء المستهترين.. فمن سيوقفهم عند حدهم؟