منصة أبناء عدن:
- في خطاب لا يخلو من العتب الممزوج بالمرارة، خرجت هذه المرأة العدنية من مدينة التقنية بفيديو إلى مأمور مديرية المنصورة أحمد الداؤودي، تشكو بعبارات تجمع بين الرجاء والاستغاثة والغضب المكتوم عن المدينة التي تقع تحت جناح إدارته، والتي باتت تعيش على هامش الاهتمام، وتغرق شيئاً فشيئاً في برك إنجازاته الصامتة المتمثلة في مياه الصرف الصحي الطافحة.
- ولو كان لتسمية مدينة التقنية دوراً لربما كنا نتوقع منها مدينة نظيفة منظمة، فيها خدمات حديثة تحسد عليها، لكن الواقع أوجد أكثر من ذلك، مستنقعات مياه المجاري تملأ الشوارع كأنها أنهار من الخيرات الملوثة أمام عمائر باتت لا تكتفي بالمنظر القبيح بل تستقبل روائح تغني سكانها عن شراء أقوى المنظفات الكيميائية، وأوبئة مستعدة للانطلاق دون إنذار مسبق.
- وفي الوقت الذي تصرخ فيه هذه المرأة وتشير إلى أطفال أصبحوا ضحايا بيئة لا ترحم، يظهر المسؤولون وكأنهم في إجازة عقلية، وربما قرر مأمور المديرية أن يعامل مدينة التقنية على طريقة الدول الكبرى حين تتعامل مع الدول الصغيرة: “نتذكركم فقط وقت عند احتساب عدد السكان في التقارير السنوية”.
- ماذا سيحدث لو مر الداؤودي بجوار هذه الانسدادات مرة واحدة دون مواكبة الرسمي؟ هل سيدرك وقتها أن الروائح القاتلة ليست مجرد شكوى عابرة، وأن أطفال مدينة التقنية ليسوا أقل أهمية من عناوين الأخبار الرسمية؟!