منصة أبناء عدن:
– لم يكن عام 2024م في عدن سوى فيلم رعب طويل، وها نحن نودعه كمن يودع لصاً سرق منه كل شيء وترك له فاتورة غير مدفوعة، وما زالت الكهرباء كشبح يطل علينا ليلاً لبضع دقائق قبل أن يختفي، تاركة خلفها سكاناً يتساءلون: “هل رأيناها حقًا أم كانت مجرد حلم؟”.
– المجلس الانتقالي الحاكم بأمر الإمارات وبأمر الظلام، أبدع في جعل الكهرباء أداة تعذيب جماعي، ربما قرروا أن تجربة العصور الوسطى تجربة تستحق إعادة الاكتشاف، وبينما العالم يركض نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، قرر الانتقالي أن يجعل عدن نموذجاً للطاقة المختفية والمتلاشية.
– في ليل عدن الظلام يحتضن الجميع بحنان قاتل، حتى بات المواطن العدني متخصصاً في البحث عن المروحة التي تعمل على بطارية، وعن شمعة بحجم عمود كهرباء، بينما أبناء المجلس الانتقالي يستمتعون ببرودة مكيفاتهم التي تعمل بالكهرباء السيادية.
– يجتهد المجلس الانتقالي دائماً في تذكير الناس بأن عدن ليست بحاجة إلى خدمات بل بحاجة إلى الصبر والولاء، وفي اجتماعاتهم يؤكدون بأن الوضع تحت السيطرة، وربما يقصدون أن الوضع سيظل هكذا بلا كهرباء حتى يسيطر علينا اليأس تماماً.
– كل هذا بينما ينتظر المواطن العدني يوماً مشرقاً؛ لكن على ما يبدو أن الشمعة التي أضيئت في نهاية النفق سرقت أيضاً.
