موت غامض في التواهي.. عجوز تغادر الحياة وحيدة والشرطة تبحث عن ثروتها

1 فبراير 2025آخر تحديث :
موت غامض في التواهي.. عجوز تغادر الحياة وحيدة والشرطة تبحث عن ثروتها

منصة أبناء عدن:

– في زقاق ضيق في مديرية التواهي – بمنطقة المسرح الوطني تحديداً، خلف باب خشبي لم يفتح منذ أيام، كان هناك عالم صغير لامرأة لم يكن يعلم أحد عن حياتها سوى الجدران التي حفظت همساتها الأخيرة.
– كانت عجوزاً وحيدة، اعتادت الجلوس بجوار نافذتها الصغيرة، تنظر إلى الشارع وكأنها تنتظر أحداً لن يأتي، ربما ابناً لها رحل منذ زمن، أو قريباً نسي وجودها، أو حتى عابر سبيل يردّ السلام، لكنها ماتت دون أن يطرق أحد بابها.
– أربعة أيام ظل جسدها في سكون تام، كما لو أنها لم تكن هنا أبداً، لم يفتقدها أحد، لم يسأل عنها جار؛ حتى فاحت رائحة الموت، فأجبرت الجميع على الالتفات، وعندما دخلت الشرطة منزلها، وجدوا جثتها محنطة بفعل الزمن والصمت، وكان هناك ذهب وأموال، وبعض الممتلكات الثمينة متناثرة حولها، كأنها كانت تعلم أن رحيلها سيكون موحشاً، فتركت شيئاً لتذكر به.
– لكن الغريب لم يكن موتها وحيدة، إنما ما تلاه من صمت أكثر قسوة، حيث لم يفتح تحقيق، ولم تصدر الجهات الأمنية أي تصريح، وهناك في أروقة الشرطة تدور همسات خافتة أن هذه الممتلكات ستصبح ملكاً لهم، بحجة أنها لا تملك أهلاً ولا أقارب، ولا حتى من سيسأل: كيف ماتت؟ لماذا ماتت وحدها؟ وهل كان هناك ما يستدعي أن تعيش وتموت بهذه العزلة؟.
– في النهاية أغلق الباب كما فتح، وطويت القصة كما طويت حياتها لكن يبقى السؤال معلقاً في الهواء يحاول الوصول إلى آذان المليشيات: هل كانت ممتلكاتها هي الأهم، أم أن هناك عجوز كان يجب أن يسأل عن مصيرها؟ وهل ستطوى هذه الحادثة كما طويت صفحات حياتها، أم أن صمتها سيصرخ في وجه الظلم؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة