أبناء عدن.. عزم لا ينكسر

11 فبراير 2025آخر تحديث :
أبناء عدن.. عزم لا ينكسر

منصة أبناء عدن:

– كما اعتادوا..خرج أبناء عدن على خط المطار في خور مكسر لا تردعهم العتمة، ولا يوهنهم الإنهاك، وفي مقدمة المشهد، كان هناك صمتاً صاخباً يدوي أكثر من أي نداء، رجل مقعد على كرسي متحرك، لم تمنعه عجلاته من السير في طريق المطالبة بالحق، ولم يقعده العجز الجسدي عن الوقوف في وجه العجز السياسي، تحركت عجلات كرسيه بثبات فوق الإسفلت الحارق، تدوس على رماد وعود احترقت قبل أن تولد، وعلى صمت سياسي مريب يغلف المشهد كغبار كثيف يخنق أنفاس المدينة.
– كل شيء في عدن منهك، البيوت التي تسكنها العتمة، الأرصفة التي حفظت وجوه المحتجين عن ظهر قلب، وحتى البحر الذي اعتاد أن يكون الشاهد الوحيد على خيبات أهلها، ومع ذلك يواصلون المسير، كما لو أن الأمل لا يهزم، وكما لو أن الإرادة تزداد صلابة كلما حاول أحد كسرها.
– هناك، في قلب الاحتجاج، كان الكرسي المتحرك درساً صامتاً لمن ظنوا أن القهر قد يطفئ الغضب، أو أن التجاهل قد يسكت الأفواه، لكنه حين مشى، مشت معه عزيمة مدينة بأكملها، تدرك أن النور لا يستجدى، إنما ينتزع من بين براثن الظلام، مهما طال الليل، ومهما أدار الساسة ظهورهم للحقيقة.

‏‌

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة