منصة أبناء عدن:
– عندما ترتجف السلطة أمام كلمة الحق، وحين يصبح النضال جريمة في عيون الطغاة، ندرك أن صوت الأحرار قد أصابهم في مقتل، فالعصابات المستبدة لا تخشى السلاح بقدر ما ترعبها وعي الشعوب، ولا تهاب الجموع بقدر ما يفزعها مجموعة أشخاص يرفضون الانحناء.
– اليوم، من أمام منزله حيث يفترض أن يكون الأمان موجوداً، امتدت يد المليشيات القمعية لاعتقال غسان جواد، القيادي في الحركة المدنية الحقوقية المستقلة، ورئيس نقابة مصفاة عدن الذي لم يهادن الفساد ولم يصمت عن الحق يوماً، فهو أحد الذين كشفوا ملف فساد المصفاة، ودفع الثمن بإيقاف راتبه سابقاً لعامين، ثم بالملاحقة، والاعتقال اليوم.
– ولم يكن غسان جواد وحده ضحية آلة قمع مليشيات الانتقالي التي تفتك بالأحرار، فقبضة البطش امتدت لتطال الشاب هشام خالد الذي اختطفته مليشيات الانتقالي من محله وتعرض للضرب بأعقاب البنادق قبل أن يساق إلى ظلام السجون، ليس لذنب ارتكبه سوى أنه وقف في وجه الظلم، فكان نصيبه العنف والتنكيل.
– وكذلك كان مصير سالم عوض عبدوبك البري، الشاب الخلوق الذي لا ينتمي لأي تيار سياسي، لكنه آمن أن الصمت في وجه الظلم جريمة، نادى بالحقوق المشروعة، وطالب بتحسين الخدمات ورفع المعاناة عن الناس، فكان الرد اعتقاله واحتجازه في شرطة البريقة، تأكيداً على أن القمع المليشاوي لم يعد يفرق بين ناشط وسياسي، بين مواطن بسيط ومناضل، بل أصبح كل من يرفع صوته هدفاً للمطاردة والاعتقال.
– قد يظن القامعون أنهم بكسر صوت هؤلاء الأحرار قادرون على إسكات الحقيقة، لكنهم يجهلون أن الظلم كلما اشتد ازداد زخم المقاومة، وأن السجون لم تكن يوماً نهاية الأحرار، بل بدايات لعهد جديد تكتب فيه الحرية بدموع المظلومين وصبر الصادقين.