منصة أبناء عدن:
ثماني سنوات مرت على تأسيس المجلس الانتقالي، دون أن يلمس المواطن في عدن أي تحسن يذكر في حياته اليومية، بل على العكس ازدادت المعاناة وتعمّق الشعور بالخذلان.
– منذ أن بسط المجلس سيطرته على مدينة عدن في أغسطس 2019، بعد مواجهات دامية مع قوات الحكومة الشرعية، رُوّج لنفسه ككيان منقذ للجنوب، وقدم وعود بالخدمات والأمن والكرامة، لكن ما حدث على أرض الواقع كان مختلفاً تماماً، بل صادماً.
– يعيش سكان عدن وبقية المحافظات الجنوبية في وضع خدمي متردٍّ، تفاقم منذ وصول المجلس الانتقالي إلى سدة السلطة في المدينة، الكهرباء تنقطع لساعات لأكثر من 20 ساعة يومياً، وارتفاع درجات الحرارة يزيد من معاناة المواطنين، مياه الشرب غير منتظمة، والنفايات تتكدس في الشوارع، التعليم متهالك، والمستشفيات بلا إمكانيات، أما العملة الوطنية فقد انهارت إلى الأخير.
– فشل ذريع في إدارة أبسط الملفات الخدمية، رغم الموارد والضرائب ونقاط الجبايات الممتدة على طول المحافظات.
– أما عن الأمن فقد كان أحد الشعارات الأساسية التي رفعها المجلس، لكن الواقع يقول عكس ذلك، حوادث الاغتيالات والانفجارات والاعتداءات لا تزال مستمرة، والفصائل الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس تعيش حالة من التنافس والصراع، ما جعل الأمن في عدن هشاً وعرضة للانهيار في أي لحظة.
– إن ما تشهده عدن بدلاً من أن يكون المجلس حامياً للحقوق، تحوّل إلى أداة قمع بيد من يتصدرون مشهده، عشرات التقارير الحقوقية كشفت عن وجود سجون سرية في عدن يديرها الانتقالي، تُمارس فيها أبشع أنواع الانتهاكات من تعذيب وإخفاء قسري واعتقال خارج القانون، وكل من يجرؤ على النقد يصبح عرضة للاختطاف.
– ثماني سنوات من الشعارات الزائفة دون مشروع حقيقي لبناء الدولة أو حتى إدارة مدينة بحجم عدن، والمجلس الانتقالي فشل في تقديم نموذج ناجح للحكم، بل كرّس صورة القائد العسكري الذي لا يرى في السياسة إلا وسيلة للسيطرة، وكانت وعود المجلس للجنوبيين بالحرية والكرامة، لكن الناتج كان العكس تماماً.. قمع وفوضى، وفقر واذلال.