منصة أبناء عدن:
كان في السابق، المرور عبر هذا النفق -دخولاً أو خروجاً- سعادة لا تشبهها سعادة لكل أبناء مدينة عدن، الأهازيج تصدح في المكان يمنة ويسرة عند كل حفل زواج، حيث كان مرور العريس في النفق يعتبر من الطقوس الفرائحية في عدن.
الشباب عند كل صباح يعبرونه إلى الساحل للسباحة، والسرور يكسو قسماتهم، الأطفال والنساء في كل عصرية يمرون فيه؛ للتنزه والاستمتاع بعذوبة الساحل الرباني، وما أبدعه الله فيه من جمال.. لكن عدن اليوم غير عدن الأمس، ومرور النفق لم يعد كما كان باعثاً للحياة، بل جواز عبور لدهاليز مظلمة تؤدي إلى الموت.
لقد غدت عدن مدينة منكوبة لا يحتمل العيش فيها، وما تعانيه في وقتنا الراهن تخطى كل حدود العقل والمنطق، تتنازعها مليشيات الفوضى والإرهاب الموالية للإمارات، التي تقذف حممها في كل حدب وصوب.
فكم يا ترى نريد من السنوات لنعيد ما خربه هؤلاء الغوغائيون، وتعاد الحياة إلى سالف عهدها، وحيويتها، وبساطتها المعروفة، وروحها المرحة.؟